مقدمة:
أبوْ حَامِدْ مُحَمّد الغَزّالِي الطُوسِيْ النَيْسَابُوْرِيْ الصُوْفِيْ الشافْعِي الأشْعَرِيْ، أحد أعلام عصره وأحد أشهر العلماء المسلمين في القرن الخامس الهجري، (450 هـ – 505 هـ / 1058م – 1111م). كان فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً، وكان صوفيّطريقة، شافعيّ الفقهِ إذ لم يكن للشافعية في آخر عصره مثلَه.، وكان على ذهب الأشاعرة في العقيدة، وقد عُرف كأحد مؤسسي المدرسة الأشعرية في علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبي الحسن الأشعري، (وكانوا الباقلاني والجويني) والغزالي). لُقّب الغزالي بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها لقب «حجة الإسلام، وله أيضاً ألقاب مثل: زين الدين، ومحجة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة.
كان له فلسفة كبيرةٌ وبصمةٌ تصفيةٌ في تعددية مثل الفلسفة، والفقه الشافعي، وعلم الكلام، والصوف، والمنطق، وترك عددا من الكتب في تلك المجالات. ولد وعاش في طوس، ثم انتقل إلى نيسابور ليلازم أبا العاليني (الملقّب بإمام الحرمين)، فأخذ منه كامل العلوم، ولما بلغ عمره 34 سنة، رحل إلى بغداد مدرّساً في المدرسة النظامية في عهد الدولة العباسية الشخصية من الوزير السلجوقي نظام الملك. في تلك الفترة اشتُهر موصى به بشكل شامل، وصار مقصداً لطلاب العلم الشرعي من جميع البلدان، حتى بلغ أنه كان يجلس في مجلسه أكثر من 400 من أفاضل الناس وعلموا يستمعون له ويكتبون عنه العلم. وبعد 4 سنوات من البحث عن محام بعد إزالة الناس وتحرروا من أجل العبادة وتربية أنفسهم، تأثرت كثيراً بالصّوفية كتبهم، فخرج من بغداد جزيرة صغيرة في رحلة طويلة لمدة 11 سنة، تواصل اجتماعي بين دمشق والقدس وليل ومكة والمدينة المنورة، كتب كتابه العلمي عن علوم الدين الدين خلاصةً لتجربته الروحية، عادة ما يتم اتخاذ بلده توس بجوار بيته مدرسةً للفقهاء، وخانقاه (مكان للتعب والعزلة) للصوفية.
نسبه :
هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي النيسابوري، يُكنّى بأبي حامد لولد له مات صغيراً، وأعرف بـ «الغزالي» نسبة إلى صناعة الغزل، حيث كان أبوه يعمل في تلك الصناعة، وينسب أيضاً إلى «الغزالي» نسبة إلى مساهمة غزة من قرى طوس، وقد قال عن نفسه: «النّاس لي الغزالي، ولستُ الغزالي، وإنّما أنا الغزالي منسوبٌ إلى قرية يُقال لها غزالة». وتعتقد إلى «الغزالي»، ويؤكّد ذلك ما رواه الرحّم ياقوت الحموي لأنّه لم يسمع ببلدة الغزالة في طوس. كما تحتل بـ«الطوسي» نسبة إلى بلدة طوس الموجودة في خراسان، والتي تعرف الآن باسم مدينة موجودة في إيران. وقد اختلف التنظيم في الأصل الغزالي مبدعي أم فارسي، وقد ذهب من ذهب على أنه من أسرة العرب الذين وصلوا بلاد فارس منذ بداية الفتح الإسلامي، ومن ثم من ذهب إلى أنه من أصل فارسي.
ولادته ونشأته:
ولد الغزالي عام 450 هـ وافق 1058، في «الطبران» من قصبة توس، وهو أحد قسمي طوس، وقيل بنيه وولد عام 451 هـ وافق 1059. ولم يكن لديه فقير الحال، إذ كان أباه يعمل في غزل الصوف وبيعه في طوس، ولم يكن له أبناء غير أبي حامد، وأخيه أحمد والذي كان يصغره سنّاً. كان أبوه مائلاً للصوفية، لا يأكل إلا من كسب يده، وقد أصبح مجالس الفقهاء ويجالسهم، ويخدمهم، وينفق بما في وسعه لقضاءه، ويدعو الله أن يرزقه ابنا يفعله وفقهاً، فلقد أصبح أبو حامد، وأصبح أحمد واعظاً مؤثراً في الناس. ولما قربت وفاة أبيهما، وصلى بهما إلى صديق له متصوّف، وقال له: «إِن لي لتأسفوا عظيماً على تعلم الخط وأشتهي استدارك ما فاتني في وَلَديّ هذَيْن فعلهما ولا عليك أن تسمح في ذلك جميع ما أخلّفه لهما، فلما مات أقبل صالحيّ على تعليمهما حتى. نفد ما خليّفهما لهما أبوهما من الأموال، ولم يستطع أن ينفق عليهما، عند ذلك قال لهما: «اعلما أني قد أنفقت عليكما ما كان لكما وأنا رجل من الفقر والتجريد بحيث لا مال لي فأواسيكما به وأصلح ما قررت لَكما أن تلجئا إِلَى مدرسة كما كما من طلبة» الْعلم فَيحصل لَكمَا قوت يعينكما على وقتكما”، ففعلا ذلك وكان هو السبب في علو درجتهم، والغزاليّ يحكي هذا ويقُول: «طلبنا الْعلم فقط الله فأبى أن يكون إِلّا لله».
تعليمه :
ابتدأطلبه للعلم في صباه عام 465 هـ، فأخذ الفقه في توس على يد الشيخ أحمد الراذكاني، ثم رحل إلى جرجان طلب العلم على يد الشيخ الإسماعيلي (وهو أبو النصر الإسماعيلي حسب تاج الدين السبكي، بينما يرى الباحث فريد جبر أنه إسماعيل بن سعدة الإسماعيلي وليس أبا النصر لأنه صالح سنة 428 هـ قبل ولادة الغزالي)، وقد علّق عليه التعليقة (أي دوّن علومه دون حفظ وتسميع)، وفي طريق يطلب من جرجان إلى توس، واجهه قطّاع طرق، حيث يروي الغزالي قائلاً: «قطعت علينا الطّرِيق وشارك العيّارون جميع ما. معي ومضوا فتبعتهم فالتفت إليّ متضمنهم وقال: ارجع ويحك وإِلا هلكت! فقال له: الناسك بالذي ترجو صلاحه أن يميز علي تعليقتي فقط فما هي تنفع به. فقال لي: وهي تعليقك: فقلت: كتبت في تلك المخلة هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها. فضحك قائلا: كيف تدّعي أنك عرفتها وقد أخذناها منك فتجردت منا وبقيت بلا علم؟ ثم أمر بعض أصحابه فسلّم إِليّاً المخلاة». بعد ذلك قرّر الغزالي الاشتغال بهذا التعليق، وعكف عليه 3 سنوات من 470 هـ إلى 473 هـ حتى حفظها.
عام 473 هـ رحلة الغزالي إلى نيسابور ولازم إِمام الحرمين أبو المعالي الطائرني (إمام الشافعية في وقته، ابتكار المدرسة النظامية)، فدرس عليه مختلف العلوم، من فقه الشافعية، يحكمه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، وجدّ واجتهد حتى برع وأحكم كل تلك العلوم، ووصفه شيخه أبو العالي بأنه: «بحر مغدِق». وكان يلياني يُظهر اعتزازه الكبارزالي، حتى بلعه مساعداً له في التدريس، وعندما ألف الغزالي كتابه «المنخول في علم الأصول» قال له يليني: «دفنتني وأنا حيّ، هلّا صبرتَ حتى أموت؟».
تدريسه ورحلاته:
عندما تُوفي أبو المعالي العاليني سنة 478 هـ الموافق 1085، خرج الغزالي إلى «العسكر» أي «عسكر نيسابور»، قاصداً للوزير نظام الملك (وزير الدولة السلجوقية)، وقام بجمع العلماء، فشاهد الغزالي نص العلماء في مجلسه وغلبهم، وظهر كلامه عليهم. ، واعترفوا بفضله، وتلقوه بالعظيم والتبجيل. كان الوزير نظام الملك الجماعي للغزالي في جميع أنحاء العالم، وكان له التأثير الكبير في نشر المذهب الشافعي، والعقيدة الأشعرية السنّية، وذلك عن طريق تحديد معايير النظامية. وقد قبل الغزالي عرض نظام الملك بالتدريس في النظام المدرسي في بغداد، وكان ذلك في جمادى الأولى عام 484 هـ موافق 1091، ولم التجاوز الرابع والثلاثين من عمره.
الغزالي في بغداد:
الغزالي وصل إلى بغداد في جمادي الأولى سنة 484 هـ، في أيام الخليفة المقتدي بأمر الله العباسي، ودرّس بالمدرسة النظامية حتى أُعجب به الناس لحسن كلامه وفصاحة لسانه وكمال أخلاقه. وأقام على التدريس وتدريس العلم نشره بالتعليم والفتيا والتصنيف مدّة أربع سنوات، حتى اتسعت شهرته وصار يُشدّ له الرحال، ولُقّب يومئذٍ بـ «الإمام» لمكانته أثناء التدريس بالنظامية في بغداد، ولقّبه نظام الملك بـ «زين الدين» و«شرف الأئمة». وكان يدرّس أكثر من 300 من الطلاب في الفقه وعلم الكلام وأصول الفقه، وحضر مجالسه الأئمة الكبار كابن عقيل وأبي الخطاب وعبد القادر الجيلاني وأبي بكر بن العربي، حيث قال أبو بكر بن العربي: «رأيت الغزالي ببغداد مفيده أربعمائة عمامة من أكابر الناس وفاضل وأهمهم يستفيدون عنه علم”،
انهمك الغزالي في البحث عن قصاء والردّ على اختلاف مخالفة تدريسه في النظامية المدرسية، فألّف كتابه «مقاصد الفلاسفة» يبين فيه منهج الفلاسفة، وألك نقده بكتابه «تهافت الفلاسفة» يهاجماً الفلسفة ومباشراً تهافت منهجهم. إلى تصدد الغزالي للفكر الباطني (وهم الإسماعيلية) الذي كان منتشراً في وقته والذي أصبح تحتيون ذوو قوة سياسية، حتى أنهم قد اغتالوا الوزير نظام الملك عام 485 هـ موافق 1091، وتوفي بعده الخليفة المقتدي بأمر الله، فلما جاء الخليفة المستظهر بالله:، طلب من الغزالي أن يحارب الباطنية في أفكارهم، فألف الغزالي في الردّ عليهم كتب «فضائح الباطنية» و«حجة الحق» و«قواصم الباطنية».
رحلة الغزالي:
بعد خوض الغزالي في علوم الفلسفة والباطنية، عَكَف على قراءة ودراسة العلوم الصوفية، وصفب الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي (الذي كان قاصداً للصوفية في عصره في نيسابور، وهو تلميذ أبو القاسم القشيري). فتأثر الغزالي بذلك، ولاحظ على نفسه بعده حقيقة عن الإخلاص لله مع العلوم الحقيقية النافعة في طريق الآخرة، وشعر أن يتعلمه في نظامية وحشية بشدة الشهرة والعُجُب والمفاسد، عند ذلك عقد العزم على الخروج من بغداد، يقول عن نفسه:
أبو حامد الغزالي ثم رأى بعضًا، بعد أن تورط في الآداب، ولم يقتنع أحد بتأثري، ولاحظت أعمالي – وأحسنها التدريس – وقليلون منهم مقبلون على علوم غير مهمة، ولا نافعة في طريق الآخرين. ثم فكرت في نيتي في التدريس، الجاحظ هي غير خالصة لوجه الله، بل باعثها ومحركها طلبه وانتشار الصيت، فتيقنت أني على شفا جرف، وأني قد أشفيت على النار، إن لم أشتغل بتلافي.. فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواءي الأخرى، يقترب من ستة أشهر أولها رجب سنة 488 هـ. هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أحبس الله على لساني حتى اعتقل عن المدعي، فكنت أجاهد نفسي في أن أدرس يوما واحدا تطييبا لقلوب مختلفة إلي، فلا ينطق بكلمة واحدة ولا أمرها البتة. ثم لما أحست بعجزي، وسقطت بالكلية اختياري، التجأت إلى الله التجاء المضطر الذي لا حيلة له، فأجابني الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب.
فخرجه من بغداد في ذي القعدة سنة 488 هـ، وقد ترك أخاه أحمد الغزالي مكانه في التدريس في النظامية في بغداد. وقد ذهب إلى الشام قاصداً الإقامة فيها، مُظهِرَاً أنه متّجهه إلى مكة للحجّ العنقاء أن يعرف الخليفة فيمنعه من السفر إلى الشام. فوصل دمشق في نفس العام، ويشتمل على السنتين لا وظيفة له إلا العزلة والخلوة، والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتهذيب الأخلاق. فإذا يعتكف في مسجد دمشق، يصعد منارة المسجد طول النهار، ويغلق على نفسه الباب، ويكثر الجلوس في الشيخ زاوية نصر المقدسي في الجامع الأموي[؟] والمعروفة اليوم بـ «الزاوية الغزالية» نسبةً إليه. بعد ذلك رحل الغزالي إلى القدس واعتكف في المسجد الأقصى وقبة الصخرة. ثم ارتحل وزار مدينة الخليل في فلسطين، وما لبث أن سافر إلى مكة والمدينة المنورة لحضور فريضة الحج، ثم عاد إلى بغداد، بعد أن قضيت 11 سنة في الرحلة، ألفت وأعظم كتبه «إحياء علوم الدين، وقد أمره على الصوفية.
فكان خروجه من بغداد في ذي القعدة سنة 488 هـ، وقد ترك أخاه أحمد الغزّالي مكانه في التدريس في النظامية في بغداد. وقد خرج إلى الشام قاصداً الإقامة فيها، مُظهِرَاً أنه متّجه إلى مكة للحجّ حذراً أن يعرف الخليفة فيمنعه من السفر إلى الشام. فوصل دمشق في نفس العام، ومكث فيها قرابة السنتين لا شغل له إلا العزلة والخلوة، والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتهذيب الأخلاق. فكان يعتكف في مسجد دمشق، يصعد منارة المسجد طول النهار، ويغلق على نفسه الباب، وكان يكثر الجلوس في زاوية الشيخ نصر المقدسي في الجامع الأموي والمعروفة اليوم بـ «الزاوية الغزالية» نسبةً إليه. بعد ذلك رحل الغزالي إلى القدس واعتكف في المسجد الأقصى وقبة الصخرة. ثم ارتحل وزار مدينة الخليل في فلسطين، وما لبث أن سافر إلى مكة والمدينة المنورة لأداء فريضة الحج، ثم عاد إلى بغداد، بعد أن قضى 11 سنة في رحلته، ألّف خلالها أعظم كتبه «إحياء علوم الدين»، وقد استقر أمره على الصوفية.
وبحسب تاج الدين السبكي وابن الجوزي وغيرهما، فإن الغزالي خرج أولاً من بغداد إلى الحج سنة 488 هـ، ثم عاد منها إلى دمشق فدخلها سنة 489 هـ، فلبث فيها أياماً، ثم توجّه إلى القدس، فجاور فيها مدّة، ثم عاد وبقي في دمشق معتكفاً في جامعها، ثم رحل وزار الإسكندرية في مصر، واستمرّ يجول في البلدان ويزور المشَاهد وَيَطوف على المساجد حتى عاد إلى بغداد للتدريس فيها.
عودته إلى طوس:
بعد قرابة 11 سنة من العزلة والتنقّل، عزم الغزّالي على العودة إلى بغداد، فكان ذلك في ذي القعدة سنة 499 هـ، ولم يدم طويلاً حتى أكمل رحلته إلى نيسابور ومن ثمّ إلى بلده طوس، وهناك لم يلبث أن استجاب إلى رأي الوزير فخر الملك للتدريس في نظامية نيسابور مكرهاً، فدرّس فيها مدة قليلة، وما لبث أن قُتل فخر الدين الملك على يد الباطنية، من ثم ّ رحل الغزالي مرة أخرى إلى بلده طابران في طوس، وسكن فيها، متخذاً بجوار بيته مدرسة للفقهاء وخانقاه (مكان للتعبّد والعزلة) للصوفية، ووزّع أوقاته على وظائف من ختم القرآن ومجالسة الصوفية والتدريس لطلبة العلم وإدامة الصلاة والصيام وسائر العِبَادات، كما صحّح قراءة أحاديث صحيح البخاري وصحيح مسلم على يد الشيخ عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي. يروي بعض الناس حال الغزالي عند دخوله بغداد أول مرة، وحال دخوله إياها بعد رحلته، فعن أبي منصور الرزاز الفقيه، قال: «دخل أبو حامد بغداد، فقوّمنا ملبوسه ومركوبه خمسمائة دينار. فلمّا تزهد وسافر وعاد إلى بغداد، فقوّمنا ملبوسه خمسة عشر قيراطاً» وعن أنوشروان (وكان وزيراً للخليفة) أنه زار الغزالي فقال له الغزالي: «زمانك محسوب عليك وأنت كالمستاجر فتوفرك على ذلك أولى من زيارتي» فخـرج أنوشروان وهو يقول: «لا إله إلا الله، هذا الذي كان في أول عمره يستزيدني فضل لقب في ألقابه، كان يلبس الذهب والحرير».
وأما عن تعيين قبره، فقد روى تاج الدين السبكي بأن الغزّالي دُفن في مقبرة «طابران»، وقبره هناك ظاهر وبه مزار. أمّا حالياً فلا يُعرف قبر ظاهر للغزّالي، إلا أنه حديثاً تم اكتشاف مكان في طوس قرب مدينة مشهد في إيران حيث يُعتقد بأنه قبر الغزّالي، والذي أمر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بإعادة إعماره خلال زيارته إلى إيران في ديسمبر 2009. وقد ادّعى الشيخ فاضل البرزنجي بأن قبر الغزالي موجود في بغداد وليس في طوس، بينما يؤكد أستاذ التاريخ بجامعة بغداد الدكتور حميد مجيد هدو، بالإضافة للوقف السني في العراق بأن قبره في طوس، وأن ما يتناقله الناس حول دفن الغزالي ببغداد، مجرد وهم شاع بين العراقيين، حيث أن المدفون في بغداد هو شخص صوفي يلقب بالغزالي وهو مؤلف كتاب «كشف الصدا وغسل الرام»، وجاء إلى بغداد قبل نحو ثلاثة قرون، وبعد فترة من وفاته جاء من قال إن هذا قبر الغزالي، وهو وهم كبير وقع فيه الناس.
الغزالي والفلسفة:
كانت الفلسفة في عصر أبي حامد الغزالي قد أثرت في تفكير الكثيرين من أذكياء عصره وسلوكهم، وأدى ذلك إلى التشكيك في الدين الإسلامي والانحلال في الأخلاق، والاضطراب في السياسة، والفساد في المجتمع. فتصدّى أبو حامد الغزالي لهم بعد أن عكف على دراسة الفلسفة لأكثر من سنتين، حتى استوعبها وفهمها، وأصبح كواحد من كبار رجالها، يقول عن نفسه: «ثم إني ابتدأت بعد الفراغ من علم الكلام بعلم الفلسفة، وعلمت يقيناً أنه لا يقف على فساد نوع من العلوم، من لا يقف على منتهى ذلك العلم، حتى يساوي أعلمهم في أصل ذلك العلم.. فشمرت عن ساق الجد في تحصيل ذلك العلم من الكتب.. ثم لم أزل أواظب على التفكر فيه بعد فهمه قريباً من سنة أعاوده وأردده وأتفقد غوائله وأغواره، حتى اطَّلعت على ما فيه من خداع، وتلبيس وتحقيق وتخييل، واطلاعاً لم أشك فيه»، وألّف في ذلك كتابه «مقاصد الفلاسفة» مبيّناً منهجهم. ثم بعد ذلك وصل إلى نتيجته قائلاً: «فإني رأيتهم أصنافاً، ورأيت علومهم أقساماً وهم – على كثرة أصنافهم – يلزمهم وصمة الكفر والإلحاد، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين، وبين الأواخر منهم والأوائل، تفاوت عظيم، في البعد عن الحق والقرب منه».
تناول الغزالي الفلسفة بالتحليل التفصيلي، وذكر أصنافهم وأقسامهم، وما يستحقون به من التكفير بحسب رأيه، وما ليس من الدين، بذلك اعتُبر الغزالي أول عالم ديني يقوم بهذا التحليل العلمي للفلسفة، وأول عالم ديني يصنّف في علومهم التجريبية النافعة، ويعترف بصحة بعضها. إذ قسّم الغزالي علوم فلاسفة اليونان إلى العلوم الرياضية، والمنطقيات، والطبيعيات، والإلهيات، والسياسات، والأخلاقيات، وكان أكثر انتقاد الغزالي وهجومه على الفلاسفة ما يتعلق بالإلهيات، إذ كان فيها أكثر أغاليطهم بحسب الغزالي، وقد كفّر الغزالي فلاسفة الإسلام المتأثرين بالفلسفة اليونانية في 3 مسائل، وبدّعهم في 17 عشر مسألة، وألّف كتاباً مخصوصاً للرد عليهم في هذه ال 20 مسألة سمّاه «تهافت الفلاسفة»، وفيه هاجم الفلاسفة بشكل عام والفلاسفة المسلمون بشكل خاص، وخاصة ابن سينا والفارابي فقد هاجمهم هجوماً شديداً، ويُقال إنه قضى على الفلسفة العقلانية في العالم العربي، منذ ذلك الوقت ولعدة قرون متواصلة. فجاء بعده ابن رشد فرد على الغزالي في كتابين أساسيين هما «فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال»، ثم «تهافت التهافت».
وبحسب الباحثين أمثال يوسف القرضاوي وعباس محمود العقاد، فإن الغزالي يُعدّ في كثير من نظرياته النفسيّة والتربوية والاجتماعية صاحب فلسفة متميّزة، وهو في بعض كتبه أقرب إلى تمثيل فلسفة إسلامية، وأنه فيلسوف بالرغم من عدم كونه يريد ذلك، وهذا ما صرّح به كثيرون من العرب والغربيين، حتى قال الفيلسوف المشهور رينان: «لم تنتج الفلسفة العربية فكراً مبتكراً كالغزالي»، وقد رأى كثير من علماء المسلمين قديماً أن الغزالي رغم حربه للفلسفة، لم يزل متأثراً بها، حتى قال تلميذه أبو بكر بن العربي: «شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع».
الغزالي والتصوف:
قبل أن يستقر أمر الغزالي على التصوف، مرّ بمراحل كثيرة في حياته الفكرية، كما يرويها هو نفسه في كتابه المنقذ من الضلال، فابتدأ بمرحلة الشكّ بشكل لا إرادي، والتي شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني، ودخل في مرحلة من السفسطة غير المنطقية حتى شُفي منها بعد مدة شهرين تقريباً. ليتفرّغ بعدها لدراسة الأفكار والمعتقدات السائدة في وقته، يقول: «ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أحضرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق: المتكلمون: وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر. والباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم. والفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان. والصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة، وأهل المشاهدة والمكاشفة»، ويتابع ويقول: «فابتدرت لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق مبتدئاً بعلم الكلام، ومثنياً بطريق الفلسفة، ومثلثاً بتعلّم الباطنية، ومربعاً بطريق الصوفية». فعكف على دراسة علم الكلام حتى أتقنه وصار أحد كبار علمائهم، وصنف فيه عدة من الكتب التي أصبحت مرجعاً في علم الكلام فيما بعد مثل كتاب «الاقتصاد في الاعتقاد»، إلا أنه لم يجد ضالته المنشودة في علم الكلام، ورآه غير واف بمقصوده، يقول عن نفسه: «فلم يكن الكلام (أي علم الكلام) في حقي كافياً، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافياً». بعد ذلك توجّه لعلم الفلسفة ودرسها وفهمها، ثم نقدها بشدة بكتابه تهافت الفلاسفة. ثم درس بعدها الباطنية فردّ عليهم وهاجمهم. ليستقر أمره على علم التصوف.
استقراره على التصوف:
بعد تلك المراحل بدأ اهتمام الغزالي يتّجه نحو علوم التصوف، فابتدأ بمطالعة كتبهم مثل: قوت القلوب لأبي طالب المكي، وكتب الحارث المحاسبي، والمتفرقات المأثورة عن الجنيد وأبي بكر الشبلي وأبي يزيد البسطامي. كما أنه كان يحضر مجالس الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي الصوفي، والذي أخذ عنه الطريقة، فتأثر بهم تأثراً كبيراً، حتى أدّى به الأمر لتركه للتدريس في المدرسة النظامية في بغداد، واعتزاله الناس وسفره لمدة 11 سنة، تنقل خلالها بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، كتب خلالها كتابه المشهور في التصوف إحياء علوم الدين، وكانت نتيجة رحلته الطويلة تلك أن قال:
أبو حامد الغزالي وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به أني علمتُ يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله خاصة وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق.
كتاب إحياء علوم الدين:
كان من أشهر مؤلفات الغزّالي في التصوف كتابه إحياء علوم الدين، والذي قد حاز شهرةً وانتشاراً ما لم يقاربه أي كتاب من كتبه الأخرى، حتى صارت نسخه المخطوطة مبثوثة في مكتبات العالم. وقد امتدح الكتاب غير واحد من علماء الإسلام، مثل ما قاله عبد الرحيم العراقي المحدث الذي خرّج أحاديث الإحياء، حيث قال عنه: «إنه من أجل كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام، جمع فيه بين ظواهر الأحكام، ونزع إلى سرائر دقت عن الأفهام، لم يقتصر فيه على مجرد الفروع والمسائل، ولم يتبحر في اللجة بحيث يتعذر الرجوع إلى الساحل، بل مزج فيه علمي الظاهر والباطن، ومرج معانيها في أحسن المواطن، وسبك فيه نفائس اللفظ وضبطه، وسلك فيه من النمط أوسطه»، وقال غيره: «من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء»، كما أُلّف الكثير من الكتب في شرح واختصار الإحياء والدفاع عنه، مثل كتاب «الإملاء على مشكل الإحياء» والذي ألفه الغزالي نفسه للرد على من انتقده في عصره، وكذلك كتاب «إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين» للزبيدي، و«تعريف الأحياء بفضائل الإحياء» لعبد القادر العيدروس، وكذلك «المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار» لعبد الرحيم العراقي. أما الاختصارات، فقد اختصره أخوه أحمد الغزّالي في كتاب «لباب الإحياء»، و«منهاج القاصدين» لابن الجوزي، ويعد بعض الباحثين كتاب الغنية للشيخ عبد القادر الجيلي، مختصرا للأحياء كونه كتب على نفس المنهجية والنفس ، وغيرها الكثير.
وعلى العكس من ذلك، فقد ذمّ جمع من العلماء الإحياء منتقدين فيه كثرة الأحاديث الضعيفة، وإيراده لقصص الصوفية، وقد أقر الغزالي بضعفه في علم الحديث، حيث قال عن نفسه «أنا مُزجَى البِضاعةِ في الحديث». وأُلفت عدة كتب في الرد على الإحياء، مثل كتاب «إحياء ميت الأحياء في الرد على كتاب الإحياء» لأبي الحسن ابن سكر، و«إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء» لابن الجوزي، و«الضياء المتلالي في تعقب الإحياء للغزالي» لأحمد ابن المنيّر، حتى وصل الأمر أن أُمر بحرق كتاب الإحياء في قرطبة على عهد علي بن يوسف بن تاشفين ثاني أمراء المرابطين. سبب تسمية الكتاب بإحياء علوم الدين هو القناعة التي وصل لها الغزالي بأن العلم والفقه الحقيقي هو الذي ينعكس على سلوك الإنسان نتيجة يقينه بأن الآخرة خيرٌ من الأولى، وهو بذلك يذم ما يسمى علوماً دينية وتبنى على الإغراق في التفاصيل الفقهية وترتيب المناظرات والفوز بها، وقد قسم الكتاب إلى أربع أجزاء بعد مفدمة عن العلم والتفريق بين أنواعه.
ربع العبادات كالصلاة والزكاة والحج موضحاً لبعض التفاصيل الدقيقة المتعلقة بأثر العبادات هذه على قلب الإنسان
ربع العادات كالزواج والعمل لاكتساب الرزق
ربع المهلكات كالغرور والتكبر وحب الدنيا والجاه والإفراط شهوتي الطعام والجنس وجعلهما باباً واحداً
ربع المنجيات بدأه بالتوبة وأن حقيقتها معرفة الله ثم الخجل منه فالندم والاعتذار، ثم تكلم عن الصبر والخوف من الله وعبادة التفكر.
معظم ما كتبه الغزالي في الإحياء يبدأ عادة بشرح واستدلال بآية من القرآن الكريم ثم بحديث ثم بأخبار الصحابة ثم بأخبار الصالحين.
تلاميذ الغزالي:
كانت مدرسة الغزالي تضم عشرات التلاميذ الأذكياء، وقد أثّر الغزالي ثأثراً كبيراً في جمهور كبير من تلاميذه، وذكر الزبيدي منهم:
- أبو النصر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخمقدي، توفي سنة 544 هـ، وتفقّه في طوس على الغزالي.
- أبو منصور محمد بن إسماعيل بن الحسين العطاري، الواعظ في طوس والملقّب بـ «جندة»، توفي 486 هـ، وتفقّه في طوس على الغزالي.
- أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد بن برهان، وكان حنبلياً، ثم تفقّه على الغزالي، وكام يدرّس في المدرسة النظامية علوم شتى، ودرّس إحياء علوم الدين للطلاب، توفي 518 هـ.
- أبو سعيد محمد بن أسعد التوقاني، توفي 554 هـ.
- أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت المصمودي، الملقّب بـ «المهدي».
- أبو حامد محمد بن عبد الملك الجوزقاني الإسفراييني، تفقّه على الغزالي في بغداد.
- محمد بن يحيى بن منصور، وهو من أشهر تلامذته، تفقه على الغزالي، وشرح كتابه الوسيط.
- أبو بكر بن العربي، القاضي المالكي، وهو من حمل كتابه إحياء علوم الدين إلى المغرب العربي عند عودته من رحلته المشرقية عام 495 هـ.
- أحمد بن مَعَدّ بن عيسى بن وكيل التجيبي الداني الأُقْلِيشي، لم يكن له لقاء مباشر مع الغزالي، فإن أخذه وروايته لمؤلفات الإمام، كانت عن طريق شيخيه أبو بكر بن العربي وعبَّاد بن سَرْحَان المَعَافِرِي.
- عبد القادر الجيلاني، والجيلاني ألتقى ب الغزالي وتأثر به حتى أنه ألف كتابه «الغُنية لطالبي طريق الحق» على نمط كتاب «إحياء علوم الدين».
آثار الغزالي:
ألّف الإمام الغزّالي خلال مدة حياته (55 سنة) الكثير من الكتب في مختلف صنوف العلم، حتى قيل: إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره لأصاب كل يوم كتاب. وقد وضع الباحثان جميل صليبا وكامل عياد قائمة بمؤلفات الغزالي ضمت 228 كتاباً ورسالةً ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود. وبسبب شهرة الغزالي وتصانيفه نُسب إليه الكثير من الكتب والرسائل، وأصبح من الصعب تحديد صحة نسبتها إليه. فقد ذكر المتقدمون من أمثال عبد الغافر الفارسي (ت. 529 هـ) وأبو بكر بن العربي (ت. 543 هـ) وتاج الدين السبكي (ت. 771 هـ) وطاش كُبري زادة (ت. 968 هـ) المرتضى الزبيدي (ت. 1205 هـ) الكثير من تصانيف الغزالي، واعتمد الباحثون على هذه المصادر في تحديد مصنفات الغزالي.
وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بدأ المستشرقون في البحث في مؤلفات الغزالي، فنشر المستشرق جوشه بحثاً سنة 1858 م، تناول فيه أربعين مؤلفا للغزالي، وحاول أن يحقق صحة نسبتها إليه. ثم تلاه ماكدونلد وجولد تسهير وماسينيون ومونتكمري وات وبويج وغيرهم بأبحاث أخرى تناولت نفس الموضوع. ثم جاء عبد الرحمن البدوي بعمل ضخم في كتاب أسماه «مؤلفات الغزالي» ونُشر سنة 1380 هـ / 1960 م، وفيه تناول البدوي 457 مصنفا يُنسب إلى الغزالي، وقسّمه على النحو التالي:
- من 1 إلى 72: كتب مقطوع بصحة نسبتها إلى الغزالي.
- من 73 إلى 95: كتب يدور الشك في صحة نسبتها إلى الغزالي.
- من 96 إلى 127: كتب من المرجح أنها ليست للغزالي.
- من 128 إلى 224: أقسام من كتب الغزالي أفردت كتبا مستقلة، وكتب وردت بعنوانات مغايرة.
- من 225 إلى 273: كتب منحولة.
- من 274 إلى 380: كتب مجهولة الهوية.
- من 381 إلى 457: مخطوطات موجودة ومنسوبة إلى الغزالي.
- وأخيراً أتى مشهد العلاّف ببحث استدرك بها على ما جاء به البدوي، وخصوصا «ما يتعلق منها بالكتب المقطوع بصحة نسبتها للغزالي فقد تضمنت بعض المنحولات».
من كتب الغزالي:
في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة والمنطق:
- الاقتصاد في الاعتقاد.
- بغية المريد في مسائل التوحيد.
- إلجام العوام عن علم الكلام.
- المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى.
- المعارف العقلية ولباب الحكمة الإلهية.
- القانون الكلي في التأويل.
- فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.
- فضائح الباطنية.
- حجّة الحق، في الرد على الباطنية.
- قواصم الباطنية.
- مقاصد الفلاسفة.
- تهافت الفلاسفة.
- معيار العلم في فن المنطق.
- محك النظر في المنطق.
- ميزان العمل.
- في علم الفقه وأصوله وعلم الجدل:
- التعليقة في فروع المذهب.
- البسيط في الفروع.
- الوسيط، في فقه الإمام الشافعي.
- الوجيز، في فقه الإمام الشافعي.
- فتاوى الغزالي.
- غاية الغور في دراية الدور، في المسألة السريجية.
- المستصفى في علم أصول الفقه.
- المنخول في علم الأصول.
- تهذيب الأصول.
- المباديء والغايات.
- شفاء الغليل في القياس والتعليل.
- القسطاس المستقيم.
- أساس القياس.
- المنتحل في علم الجدل.
- مآخذ الخلاف.
- لباب النظر.
- تحصين المآخذ في علم الخلاف.
- جواب مفصل الخلاف.
في علم التصوف:
- إحياء علوم الدين.
- الإملاء على مشكل الإحياء.
- بداية الهداية.
- أيها الولد.
- أسرار معاملات الدين.
- روضة الطالبين وعمدة السالكين.
- الأربعين في أصول الدين.
- مدخل السلوك الي منازل الملوك.
- ميزان العمل.
- كيمياء السعادة، (وقد كتبه بالفارسية وتُرجم إلى العربية).
- زاد الآخرة، (وقد كتبه بالفارسية وتُرجم إلى العربية).
- مكاشفة القلوب المقرب إلى حضرة علام الغيوب.
- سر العالمين وكشف ما في الدارين.
- منهاج العابدين.
- منهاج العارفين.
- معارج القدس في مدارج معرفة النفس.
- مشكاة الأنوار.
- الرسالة اللدنية.
- الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين.
متنوعات:
- المنقذ من الضلال.
- المضنون به على غير أهله.
- المضنون به على أهله.
- جواهر القرآن ودرره.
- حقيقة القرآن.
- الحكمة في مخلوقات الله.
- التبر المسبوك في نصحية الملوك.
- القصيدة المنفرجة.
- شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل.
كتاب إحياء علوم الدين أحد أهم الكتب التي ورّثها الغزّالي، وأحد أهمّ الكتب في موضوع التصوف وعلم الأخلاق، والذي ألّفه خلال رحلة عزلته التي دامت 11 سنة، حيث ابتدأ التأليف به في القدس، وأنهاه في دمشق. وكان أبو بكر ابن العربي من أول الجالبين لكتاب الإحياء إلى المغرب العربي
وفاته:
بعد أن عاد الغزّالي إلى طوس، لبث فيها بضع سنين، وما لبث أن تُوفي يوم الاثنين 14 جمادى الآخرة 505 هـ، الموافق 19 ديسمبر 1111م، في «الطابران» في مدينة طوس، ولم يعقب إلا البنات. روى أبو الفرج بن الجوزي في كتابه «الثبات عند الممات»، عن أحمد (أخو الغزالي): «لما كان يوم الإثنين وقت الصبح توضأ أخي أبو حامد وصلّى، وقال: «عليّ بالكفن»، فأخذه وقبّله، ووضعه على عينيه وقال: «سمعاً وطاعة للدخول على الملك»، ثم مدّ رجليه واستقبل القبلة ومات قبل الإسفار». وقد سأله قبيل الموت بعض أصحابه:، فقالوا له: أوصِ. فقال: «عليك بالإخلاص» فلم يزل يكررها حتى مات.